مقدمة

بعد خمس سنين في الكلية وأكتر من سنتين في مجال هندسة البرمجيات، الشخص اللي كنته في الأول غير الشخص اللي أنا عليه النهاردة، عن طريق إكتشاف إزاي طريقة تفيكري أتحسنت، وده نبع من خلال عملي كمهندس برمجيات. النهاردة قررت أكتب عن طرق التفكير اللي اكتسبتها وإزاي آثرت علي في الشغل والحياة.

المحتويات

قبل كده؟

يمكن قبل كده كنت شخص منظم شوية وده فادني في المذاكرة في الثانوية، بس في حجات جديدة مكنتش أكتشتفتها قبل كده وده طبيعي لإني مكنتش اتعرضت لمواقف تعلمني، بس حجات ذي ترتيب الأولويات، التركيز على المهم، وضع احتمالات للأسوأ ومحاولة تجنبه، تحويل المواقف السيئة إلي شئ إيجابي، حل المشاكل الكبيرة عن طريق تكسيرها، وتجنب خداعك بالكلام عن طريق التفيكر المنطقي .. إلخ، بدأت تظهر في حياتي وآثرت على طريقة تفكيري.

طب دلوقتي؟

دلوقتي طريقة تفيكري أتحسنت بس الحجات اللي ذكرتها سابقاً شئ جميل في الأول ومفيدة في الشغل بس لما نطبقها في الحياة ونتعمق فيها بتظهر كسلاح ذو حدين، لازم نعرف أمتي نفكر بالطريقة دي وأمتى لا، في حجات تنفع معاها وهتديلك أحسن النتايج وحجات هتلاقيها مجبتش النتايج المرغوبة وبنكتشف إنه مكنش لازم نعمل كل ده وإنها كان ممكن تتحل بطريقة بسيطة، أيٍ يكن، أكتشاف كده بيجي مع الخبرة في الحياة والوقت.

طرق تفكيري بين الشغل والحياة

ترتيب الأولويات

في حجات تتعمل النهاردة وحجات ممكن تستنى لبكرة، بناءاً على الظروف المحيطة بنقدر نحدد.

في الشغل

مهارة مفيدة وطريقة تفكير هتنعكس على شغللك، وبيتم استخدامها بكثرة في ال Agile، عن طريق تحديد المهام المهمة ووضعهم علي القمة حتي يتم تنفذيهم الأول، الطريقة بردو ديناميكية ممكن في مرحلة ما نلاقي محتاجين نعمل حاجة اتحددت انها غير مهمة، قبل الحاجة المهمة فبنخليها مهمة لحد ما نحلصها وبعدين نتجه للي بعد كده وهكذا.

في الحياة

الحياة بطبيعتها متغيرة، يمكن الطريقة مرنة ومناسبة مع الحياة بس سعات مش لازم نقعد نعمل حسابات معقدة عشان نشوف ايه المهم نعمله الاول، بنحتاج اوقات نكون تلقائيين ونعمل حجات بدون تخطيط مسبق.

التركيز على المهم

التركيز بقي من أهم معوقات العصر الحالي مع كثرة المشتتات، وحقيقي الشخص اللي بيقدر يركز على المهم بيقدر ينجز حجات كتير في وقت قصير، في المقابل لو كان مشتت هيلاقي نفسه بيضيع وقته في حجات ملاهش لازمة.

في الشغل

في هندسة البرمجيات بتلاقي حاجة ذي automate boring stuff, so you could focus on important stuff وده مناسب مع طبيعة الكمبيوتر خصوصا إن كان من وظايفه انه يعمل المهام المملة، فكل ما تقلل تلك المهام المملة في شغلك عن طريق انك تخليها تتعمل اتوماتيك ده هيخليك تركز على الحجات المهمة.

في الحياة

منقدرش نخلي الحجات المملة في الحياة تتعمل لوحدها، لازم نعملها بايدينا اما المشتتات بقت موجودة في كل مكان، واللي هيخليك تتقدم هو انك تركز فقط، بس سعات عادي مش لازم كل حياتنا نعمل الحجات المهمة، ممكن نروح للمشتات دي، ممكن يكون مسلسل نتفرج عليه ولا لعبة نلعبها وحجات كتير يعني في الحياة الترفيهية عموما خصوصا انها اتعملت عشان تخلينا نفصل شوية من الضعوط والشغل.

وضع احتمالات للأسوأ ومحاولة تجنبه

طريقة تفكير مهمة وسيئة في نفس الوقت، انا بعاني منها في الحياة ومستفيد منها في نفس الوقت، عاوز اتخلى عنها ومتمسك بيها، اكتر حاجة حيرتني ومش لاقيلها تفسير!

في الشغل

بتتبع مفوم ال problem solving وطريقة كتابة الخوارزميات، خصوصا اننا محتاجين نشوف الخوارزمية هتتصرف ازاي في اسوأ الحالات ونحاول نقلل اللي يخيلها تعمل كده عن طريق استخدم تقنيات تانية عشان نخليها توصل لاحسن حالة او على الاقل متوسط متكونش اسوأ.

في الحياة

حقيقي بتنقذني في مواقف كتير خصوصا اني بحط اسوأ الاحتمالات قبل ما اعمل الحاجة وبناءا عليه بحاول اتجنب حدوث الاسوأ ده عن طريق اني اقلله، وللاسف للوصول لاحسن حالة مكنتش بعمل الحاجة دي، وده حاجة مرهقة لابعد الحدود، كونك تقعد تعمل التفكير ده وتحط كل الاحتمالات قبل ما تعمل حاجة معينة، بحاول اتخلص منها بس مش عارف، وحقيقي حاولت كذا مرة مقعدش افكر في الاحتمالات واعمل الحاجة علطول كانت النتايج سيئة، كل اللي اقدر اقوله ان لازم نستخدمها بحذر.

تحويل المواقف السيئة إلى شئ إيجابي

بتخليك شخص متفائل وعندك مناعة ضد المواقف السلبية، بتخليك تتقدم وسط احداث الحياة الكئيبة اللي بنعيشها، وبتعرف ازاي تستفيد من المواقف السيئة وتخليها شئ ايجابي.

في الشغل

دايما بنتعرض في الشغل لمواقف ممكن تكون انتقاد حاد او شغل متعملش ذي ما متوقع، كون اننا تقدر نمتص الحجات دي ونحولها الي شئ ايجابي شئ عظيم، الانتقاد الحاد ممكن يبقي مفيد بعيدا عن طريقة النقد ومعرفة السقطات بيخلينا عارفين نطورها ازاي.

في الحياة

في الحياة بنقابل اشخاص عندها استحقاق رهيب ممكن يقولك حاجة او يحطك في موقف سئ والعائد عليك منه صفر حتي لو حاولت تخليه ايجابي، حقيقي لازم نتجنب الاشخاص دول او نحاول نطلع باقل الخساير في المواقف السيئة اللي بنتحط فيها، واللي هيخلينا نحدد ازاي نحوله لايجابي هو الظروف المحيطة والشخص المتسبب في ذلك.

حل المشاكل الكبيرة عن طريق تكسيرها

المشكلة في المشاكل انا نعرف اي هي المشكلة! اسئلة ذي ليه، واشمعنا، طب ليه عملت ده ومعملتش ده، هو اللي هيخلنا نكتشف المشكلة فين ونحلها.

في الشغل

لو لوحدك هتقدر تحل مشاكل كتير بالطريقة دي، بس سعات في حجات فوق مقدرتنا ولازم فريق، اهم حاجة يكون الفريق بيتبع نفس النهج وطريقة التفكير بحيث يبقى الحوار مفتوح للانتقاد والمشاركة في الحلول المقدمة للمشاكل دي.

في الحياة

يعيب الحياة العشوائية، ممكن تلاقي نفسك واقع في مشكلة كبيرة مش هتقدر عليها لوحدك، هتلاقي ناس معاك وحواليك بس مش انسب حد لحل المشاكل دي، بتلاقي التصرفات الفردية من احد الاشخاص اللي بطبعه بياثر على المجموعة دي، بجانب اخذ اراء اشخاص غير مؤهلين للرأي، حقيقي الواحد بيحاول بقدر الامكان انه ميتعرضش لمشاكل ويتحط وسط مجموعة عشوائية غير مؤهليين.

تجنب خداعك بالكلام عن طريق التفيكر المنطقي

ذي ما بيقولوا الزن على الودان أمر من السحر، فالكلام اللي بيتقللك لو متخدش بجدية هتنخدع فيه كل مرة، التفكير المنطقي هو المنقذ في الحجات اللي ذي كده لانك بتحاول تسأل دايما ليه، واجابة السؤال تقودك لسؤال آخر لحد ما توصل للغرض من الكلام وتفهم المغزى من وراه.

في الشغل

دي طريقة الكمبيوتر وبتلاقي نفسك بتعملها في بعض الاحيان لما تحاول تشوف الكمبيوتر مطلع الناتج كده ليه وليه عطاني غلط وما الى ذلك.

في الحياة

مفيدة لأبعد الحدود، مش بتخليك تنخدع بسهولة، أغلب الحجات بتبقي في الاخر يا صح يا غلط، اعملها ولا معملهاش، عن الطريق التفكير المنطقي، هتلاقي نفسك تلقائي بتعرف الاجابة، مع ذلك، احيانا الحياة بتبقى ضبابية وان النتايج مش صح اوي ولا غلط اوي، احيانا فعل غلط بسيط عن صح مقابل ليه بيجنب غلط اكبر.

تجريد الأشياء إلى حالتها الأصلية

الحجات اللي متذوقة دي سهل تنخدع فيها لان العين بتحب تشوف الحاجة حلوة دايما، تجريد الاشياء من فلسفتها وارجعها لاصلها هيخليك تشوف الحقيقة كاملة.

في الشغل

الافكار الحلوة عن الشركات الناشئة بتبقى متذوقة ودايما بيتصدر الاخبار اللي تبهج، بس لو جردتها من كل مغريتها هتشوف حقيقتها وقد ايه عشان تعمل حاجة ذي كده محتاجة مجهود جبار.

في الحياة

الفلسفة بدأت عن طريق وضع تعريف للأشياء غير المعرفة، في الحياة في حجات كتير لو سألت اي تعريف الشئ ده هتقدر تشوف حقيقته المجردة والاصلية بعيدا عن ما يتم تذويقه لهذا الشئ.

فلسفة السؤال

عاوز اجابة صحيحة يبقى تسأل سؤال صح، الوقوع في المشاكل من اسوأ الحجات في الدنيا بس الاسوأ منه انك متلاقيش حل لمشاكلك دي.

في الشغل

بتقابلنا دايما لما البرنامج يطلع اخطاء، انك توري حد الغلط اللي طلعلك مش كافي ومش هيحل السؤال، لازم تقول حصل امتى وازاي، وتدي المعطيات كاملة عشان اللي يجاوبك يكون ملم بكل اللي حصلك ويديك الاجابة لسؤالك.

في الحياة

الحياة بتطلب يكون السؤال مختصر بس فيه كل التفاصيل، الاهم اننا نسأل المتخصصين مش اي حد والسلام، وسعات مش لازم نتفلسف في السؤال ممكن نسؤال سوأل ومش متوقعين من أجابة معينة بس ممكن يكون غرضنا اننا نخلي اللي قدامنا يشارك في الحوار.

التكبير والتصغير

انتشرت صورة عن كل ما تكبرها بتبدأ تظهر تفاصيل مخفية كانت غير واضحة، ولما تصغرها بتبدأ التفاصيل دي تختفي جواها، ودي بتوضح جوهر التكبير والتصغير وازاي لو فكرنا بيه هنقدر نستفيد منه في حجات كتير.

في الشغل

الكمبيوتر قايم على الاساس ده، حجات كتير بيتم اخفاء تفاصيلها وانت بتتعامل فقط مع الواجهة، وكل ما تشوف اللي وراها هتلاقي تفاصيل كتير مخفية، اتباع المفهوم ده بيخليك تفهم ازاي كل البرامج على الكمبيوتر بتشتغل وهيساعدك لو بتبني حاجة من الصفر انك تخفي التفاصيل وتخلي المهم هو اللي واضح.

في الحياة

كون ان دماغك تبدأ تخفي التفاصيل بتقدر تركز على الجوهر ولما تعوز تتعمق بتقدر تدخل جوه التفاصيل وتخرج بدون فقدان التركيز، مش لازم نستخدمه في كل حاجة، بتبقى في حجات متفصصة جاهزة او مجردة مش محتاجة تدخل في تفاصيلها.

الشك واليقين

مرتبط مفهوم الشك بديكارت، الفيلسوف والرياضي الفرنسي، ومقولته المشهورة “انا افكر اذن انا موجود”، فالوصول لليقين بيبدأ عن طريق الشك، طريقة متقدمة في التفكير مش أي حد يقدر يستفيد منها بسهولة.

في الشعل

في الرياضيات في مفهوم اسمه الاثبات بالتناقض، يعني انا قولت حاجة وانت اعترضت عليها، حاول تثبت انا انا غلط وبناءا عليه هتوصل انك صح وانا غلط او انت غلط وانا صح، الفكرة انك تبدأ تشك في اللي بيتقال لحد ما توصل لليقين انه صح، بتستخدم بكثره في اثبات الخورازميات والقوانين الرياضية.

في الحياة

تعتبر سلاح ذو حدين وذي ما قولت طريقة متقدمة في التفكير مش لاي حد، الشك في كل حاجة اكيد مؤذي لو معرفتش توصل لليقين.

الرأي والرأي الآخر

مش لازم الاراء تكون يإما صح يإما غلط، سعات ممكن يكونوا صح، وممكن يكونوا غلط، حد عنده جزء صح وجزء غلط، المهم في الاخر ان الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية، سعات وجود رأيين مختلفيين في وجهات النظر بيبقي مفيد عشان تقدر تشوف الصورة كاملة.

في الشغل

في حجات كتير بييقي ليها رأي مختلف، لازم نشوف الظروف المحيطة عشان نعارف نختار انهو رأي نقدر نتبعه ويكون مناسب للحالة بتاعتنا، لازم نحترم الرأي الآخر ونشوف وجه نظره ونتقبله حتى لو مختلف عن رأينا.

في الحياة

مشكلة الحياة هو فرض الرأي، كله عاوز يفرض رأيه، لو حد اعترض عليه بيسخر منه، رغم ان المناظرات اساسها عرض الاراء المختلفة واثبات ليه رأيك صح وليس الانتصار، محاولة تجنب اللي بفرض رأيه مفيد مع ذلك لازم نحترم الرأي الآخر.

بعد كده؟

لحد دلوقتي طريقة تفكيري بتتطور وبكتسب مهارات جديدة، يمكن في حجات بتآثر علي ومش قادر اتخلص منها، بس متوقع ان مستقبلا هقدر اتحكم في طرق تفكيري وازاي اقدر ادمج كذا طريقة تفكير بحيث يدوني افضل النتايج وميأثروش علي.

الملخص

الكمبيوتر بيحاول يجاري المخ والعقل وبيتم تطويره عشان يقدر ينفذ العمليات المعقدة اللي بيعملها مخ الانسان، وده خلى اللي بيتعاملوا مع الكمبيوتر اقرب لفهم كيف يعمل المخ البشري وازاي يقدروا يستغلوه احسن استغلال عن طريق تطوير طرق تفكيرهم. أتمنى يكون المقال مفيد وتابعني لمقالات ذي كده أو لو عاوز تسألني على أي شئ متعلق بالموضوع أبعتلي على لينكدان.