من بعيد تري القلعة مآذانها شامخة في السماء، تلفحك نسمة من ماضٍ غابر، كأنك عُدت لعصر قديم، ترى المماليك وتسمع الصهيل وعند الباب وقف محمد علي شاهداً المذبحة، ليعلن بداية عصر جديد، أُزهقت الأنفس وأُسفك الدم، والقلعة صامدة شاهدة بصمت الحكماء، المسجد الكبير زين سقفه بقوارير من نور ونقشت الحوائط بآيات من الذكر الحكيم، ومن الأعلى تبدو مصر القديمة كلوحة عشوائية، تلك المآذان الصفراء ترى فيها عبق التاريخ، كأنها تنتظر يوم غير معلوم حيث تفنى الارض وتبقي دُنيا الله لذات الله ..
القلعة، القاهرة، مصر