إنه اليوم الموعود، تقترب العقارب من الساعة السادسة مساءاً، تسرع، فالبدايات لا يجب أن تضيع، تصل هناك فتجد أنه ما يزال وقت، بعد قليل تبدأ الصور في الظهور، تتعلق إذنك بالكلام، تشعر كأنك داخله، تندمج، تصدر شهقات الفرح والحزن عند مشاهد ما ..

أنها تراجيديا البطل، يحاول التقرب إلي مجتمع ينبذه، رغم الظلام هو ما زال يرى النور بداخله، وفي رحلته المجهولة يبدو الطريق كأنه بلا نهاية، حتى الطريق يبدو غير رحيم، يساعد شخصا لكن الغدر في القلوب، والموت يأتي بلا استئذان، يموت من حمله طول الطريق وتبقى له قدميه، يبكي، يصرخ ويستنجد الفراغ، فلا شئ حوله سوا الصحراء، تكرر صدي صوته لتخبره أنه وحيد الآن!

يركب القطار، يخفي وجه ويجلس في ركن بعيد، وعندما يكتشفوا عاهته يبتعدوا عنه ويصرخون فيه، يتحرر من صمته ويشعرهم أنه آدمي ليس منبوذاً!

يصل للمدينة حيث كل شئ بلا رحمة، والمال هو الآله الأعظم، يشعر بالجوع فلا يجد من يطعمه غير منبوذ مثله، يساعده ليصل لمبتغاه، في النهاية يقرر البطل أن هذا ليس مجتمعه، وأنه حياته هناك بين من يشبهونه من المنبوذين!

عن فيلم “يوم الدين” من إخراج أبو بكر شوقي